سورة يوسف - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (يوسف)


        


قوله عز وجل: {ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم رُدَّتْ إليهم} أي وجدوا التي كانت بضاعتهم وهو ما دفعوه في ثمن الطعام الذي امتاروه.
{قالوا يا أبانا ما نبغي} فيه وجهان:
أحدهما: أنه على وجه الاستفهام بمعنى ما نبغي بعد هذا الذي قد عاملنا به، قاله قتادة.
الثاني: معناه ما نبغي بالكذب فيما أخبرناك به عن الملك، حكاه ابن عيسى.
{هذه بضاعتنا ردت إلينا} احتمل أن يكون قولهم ذلك له تعريفاً واحتمل أن يكون ترغيباً، وهو أظهر الاحتمالين.
{ونمير أهلنا} أي نأتيهم بالميرة، وهي الطعام المقتات، ومنه قول الشاعر:
بعثتك مائراً فمكثت حولاً *** متى يأتي غياثك من تغيث.
{ونمير أهلنا} هذا ترغيب محض ليعقوب.
{ونحفظ أخانا} وهذا استنزال.
{ونزداد كيل بعير} وهو ترغيب وفيه وجهان:
أحدهما: كيل البعير نحمل عليه أخانا.
والثاني: كيل بعير هو نصيب أخينا لأن يوسف قسّط الطعام بين الناس فلا يعطى الواحد أكثر من حمل بعير.
{ذلك كَيْلٌ يسير} فيه وجهان:
أحدهما: أن الذي جئناك به كيل يسير لا ينفعنا.
والثاني: أن ما نريده يسير على من يكيل لنا، قاله الحسن. فيكون على الوجه الأول استعطافاً، وعلى الثاني تسهيلاً.
وفي هذا القول منهم وفاءٌ، ليوسف فيما بذلوه من مراودة في اجتذاب أخيهم لأنهم قد راودوه من سائر جهات المراودة ترغيباً واستنزالاً واستعطافاً وتسهيلاً.
قوله تعالى: {قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقاً من الله} في هذا الموثق ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه إشهادهم الله على أنفسهم.
الثاني: أنه حلفهم بالله، قاله السدي.
الثالث: أنه كفيل يتكفل بهم
{لتأتنني به إلاَّ أن يحاط بكم} فيه وجهان:
أحدهما: يعني إلا أن يهلك جميعكم، قاله مجاهد.
الثاني: إلا أن تُغلَبوا على أمركم، قاله قتادة.


قوله عز وجل: {وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد} يعني لا تدخلوا مصر من باب واحد، وفيه وجهان:
أحدها: يعني من باب واحد من أبوابها.
{وادخلوا من أبواب متفرقة}، قاله الجمهور.
الثاني: من طريق واحد من طرقها {وادخلوا من أبواب متفرقة} أي طرق، قاله السدي.
وفيما خاف عليهم أن يدخلوا من باب واحد قولان:
أحدهما: أنه خاف عليهم العين لأنهم كانوا ذوي صور وجمال، قاله ابن عباس ومجاهد.
الثاني: أنه خاف عليهم الملك أن يرى عددهم وقوتهم فيبطش بهم حسداً أو حذراً، قاله بعض المتأخرين.
{وما أغني عنكم من الله من شيءٍ} أي من أي شيء أحذره عليكم فأشار عليهم في الأول، وفوض إلى الله في الآخر.
قوله عز وجل: {ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيءٍ} أي لا يرد حذر المخلوق قضاءَ الخالق.
{إلاَّ حاجة في نفس يعقوب قضاها} وهو حذر المشفق وسكون نفس بالوصية أن يتفرقوا خشية العين.
{وإنه لذو علم لما علمناه} فيه ثلاثة أوجه.
أحدها: إنه لعامل بما علم، قاله قتادة.
الثاني: لمتيقن بوعدنا، وهو معنى قول الضحاك.
الثالث: إنه لحافظ لوصيتنا، وهو معنى قول الكلبي.


قوله عز وجل: {ولما دخلوا على يوسف أوى إليه أخاه} قال قتادة: ضمّهُ إليه وأنزله معه.
{قال إني أنا أخوك} فيه وجهان:
أحدهما: أنه أخبره أنه يوسف أخوه، قاله ابن إسحاق.
الثاني: أنه قال له: أنا أخوك مكان أخيك الهالك، قاله وهب.
{فلا تبتئس بما كانوا يعملون} فيه وجهان:
أحدهما: فلا تأسف، قاله ابن بحر.
الثاني: فلا تحزن بما كانوا يعملون.
وفيه وجهان:
أحدهما: بما فعلوه في الماضي بك وبأخيك.
الثاني: باستبدادهم دونك بمال أبيك.

6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13